رسالة الأمين العام للأمم المتحدة في احتفالية عام 2020

رسالة الأمين العام للأمم المتحدة في احتفالية عام 2020
في اليوم العالمي للتوعية لاضطراب التوحد، نعترف بحقوق الأشخاص الاشخاص ذوي التوحد ونحتفل بها. ويقع احتفال هذا العام في خضم أزمة في الصحة العامة لم نشهد لها مثيلا طوال حياتنا – أزمة تعرض الأشخاص المصابين بالتوحد لخطر لا يتناسب مع وضعهم نتيجة لفيروس كورونا وتأثيره في المجتمع..
وللأشخاص ذوي #التوحد الحق في تقرير المصير، والاستقلال وإدارة شؤونهم بأنفسهم، وكذلك الحق في التعليم والعمل على قدم المساواة مع الآخرين. ولكن انهيار نُظم وشبكات الدعم الحيوي نتيجة لمرض فيروس كورونا (كوفيد-19) يزيد من صعوبة العقبات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالتوحد في سياق ممارسة هذه الحقوق. ويجب أن نضمن ألا يؤدي أي تعطيل مطول ناجم عن حالة الطوارئ إلى انتكاسات في الحقوق التي جَهِد الأشخاص ذوي التوحد والمنظمات الممثلة لهم للنهوض بها.
ويجب عدم انتهاك حقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، عندما تتفشى الأوبئة. وتقع على عاتق الحكومات مسؤولية ضمان أن تشمل استجابتها مراعاة الأشخاص ذوي التوحد. وينبغي ألا يواجه الأشخاص ذوي التوحد أبدا التمييز عند التماس الرعاية الطبية. ويجب الاستمرار بإتاحة إمكانية وصولهم إلى نظم الدعم اللازمة لبقائهم في بيوتهم ومجتمعاتهم المحلية طوال فترات الأزمات، بدلا من مواجهة احتمال الإيداع القسري في المؤسسات.
وعلينا جميعا أن نقوم بدور في كفالة تلبية احتياجات الأشخاص الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بمرض فيروس كورونا (كوفيد-19) خلال هذه الفترة الصعبة. ويجب تقديم معلومات عن التدابير الوقائية في أشكال يسهل الوصول إليها. ويجب علينا أيضا أن نعترف بأنه عندما تستخدم المدارس التعليم عبر الإنترنت، فإن الطلاب الذين يستخدمون طرقا غير معيارية للتعلم يمكن أن يكونوا في وضع غير مؤات. وينطبق الأمر نفسه على مكان العمل وعلى العمل من بعد. وحتى في هذه الأوقات التي لا يمكن التنبؤ بها، يجب أن نلتزم بالتشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم، وضمان أن تكون أساليبنا غير التقليدية في العمل، والتعلم والتواصل بعضنا مع بعض، وكذلك استجابتنا العالمية لفيروس كورونا، شاملة للجميع وفي متناول الناس كافة، بمن فيهم الأشخاص ذوي بالتوحد.
ويجب أن تؤخذ حقوق الأشخاص ذوي التوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا (كوفيد-19). وفي اليوم العالمي للتوعية لاضطراب التوحد، دعونا نقف معا، وندعم بعضنا بعضا ونبدي تضامننا مع الأشخاص ذوي التوحد.
— أنطونيو غوتيريش